لجنة الثقافة

المنطقة المصنفة تراثية

في مدينة جونيه

 

 

                تحدد المنطقة المصنفة تراثية في مدينة جونيه بين منطقة الشير في صربا ومحيط الملعب البلدي وهي تتألف من سوق تجاري بني على جانبي طريق طرابلس بيروت في ايام العهد العثماني يحدّها البحر غرباً ونواعير جونيه الزراعية شرقاً.

                عرفت مدينة جونيه خلال العهد العثماني بمرفئها الطبيعي على الجهة الغربية من الخليج (منطقة الشير) وعلى هذا الاساس بنيت الاسواق على مرحلتين.

                السوق الممتد من الشير حتى مبنى البلدية عرف بسوق الميناء القديمة وبني في القرن الثامن عشر .

                السوق الممتد من بلدية جونيه حتى الملعب البلدي عرف بسوق الميناء الجديدة وبني بين الاعوام 1880 و 1900

                اما مقر الحاكم الاداري للمدينة وهو حالياً مبنى بلدية جونيه فقد بني في عهد المتصرف واصا باشا عام 1879 وهو يشرف على الاسواق شمالاً وجنوباً وعلى البحر غرباً وعلى السهول الزراعية شرقاً.

                بنيت الاسواق التجارية من الحجر الطبيعي والقرميد معظمها من طابقين وبعضها القليل من ثلاثة طوابق وهي متناسقة على جانبي الشارع تفصلها ممرات فضائية الى شاطئ البحر وتسمّى بالحارات

                تميزت الطوابق الارضية من هذه المباني بالحجر المعقود قناطر او مصلبيات، والطوابق العلوية بالقناطر وسقوف القرميد مع سقالة من الخشب

                استعملت هذه المخازن للتجارة وخصوصا مخازن للقمح حيث كانت توزّع “الاعاشة” الى القرى من مخازن مدينة جونيه عبر العربات وكان “الخان” او “الكرافان سراي” مقراً للعربات وخيولها يعلوها غرف فندقية لايواء سائقي العربات (الخان لا يزال موجوداً في الميناء الجديدة بتملك دير الشرفة العقار رقم 245 حارة صخر)

                وكان يوجد ايضاً سوقاً للتموين عرف بسوق القمح وهو حالياً الطابق الارضي من دير مار يوحنا الحبيب (القنطرة) غادير ومن النشاطات التي عرفت في هذا الشارع : النول(صناعة الاقمشة والبسط)- معمل ثلج – سوق الكندرجية – كازخانة حرير – محمصة بزورات .

العقار 248 حارة صخر كان مدرسة راهبات العائلة المقدسة الافرنسية

العقار 554 حارة صخر- المعاملتين – كان مدرسة بيت نصر للتعليم المجاني.

بيت عارج او لوكندة عارج سكنه الجنرال غورو ايام الانتداب الفرنسي والرهبان اليسوعيون.

 

                سكن هذه الحارات في الطوابق العلوية المسؤولون والمشايخ والمقتدرون: الميرالاي خليل الخازن – آل نجم – آل الراعي-آل أصاف – آل بواري – آل نجيم – آل خليل- آل عارج

الى جانب النشاط التجاري والتمويني للشارع كان هناك ثلاث محطات محروقات تعرف بالكازخانه- محطة انطون شاهين- محطة الشحتولي(سمعان نجم)- محطة سعيد كميد ومعمل للثلج ومشاغل نول ومصنع حرير (كرخانة)

  معظم الابنية القديمة هي بتملك الاوقاف وهذا ما ساهم في بقائها على حالها.

 

بين 1960 Ùˆ 1995 خضع السوق القديم لنظام بناء يسمح بازالة بناء واقامة بناء بديل وتم ذلك في مواقع مختلفة من الشارع. سنتر امواج – سنتر المينا- بناية شيحا- بناية ناهية الخازن – بناية خليفة …

 

                بتاريخ 27/2/1995 صدر القرار رقم 9 عن وزارة الثقافة والتعليم العالي، أدخل الابنية القديمة القائمة على عقارات السوق العتيق في لائحة الجردة العامة للابنية الاثرية

 

                اعدت بلدية جونيه مع المديرية العامة للتنظيم المدني دراسة تنظيمية للبناء في السوق القديم أعدها المكتب الاستشاري AAA بتوجيهات المهندس جاك ليجيه بلير صدر المرسوم على اثرها المرسوم 18093 التقنية لترميم وتجديد الابنية.

 

                في 31/12/2010 استملكت بلدية جونيه مبنى السيد فيليب بسترس الكائن على العقار 253 حارة صخر لازالة التشويه الحاصل من البناء الموجود على هذا العقار .

               

                وحالياً هناك دراسات عدة لتطوير السوق.

 

                على صعيد النشاطات الفنية والثقافية، كانت تقام في الشارع احتقالات خميس القربان في حزيران بحضور البطريرك الماروني وحالياً تقام هذه الاحتفالات في رعية مار يوسف كما تفام مهرجانات جونيه السنوية ومعارض فنية خلال فصل الصيف منذ العام 2000

 

                                                                                                                 رئيس دائرة الهندسة في بلدية جونيه

 

 

                                                                                                                 ايلي سلامه 

نواة إنشاء بلدية جونيه

في عهد المتصرف رستم باشا صدر قرار في كانون الاول من العام 1878 قضى بإنشاء بلدية بإشراف قائمقام القضاء وعُرفت بالـ ” القومسيون” ØŒ وتألفت من  أشخاص عُرفوا بالنزاهة ØŒ والإهتمام بخير المدينة . فكانت جونيه ثالث بلدية في متصرفية جبل لبنان بعد دير القمر وزحلة .. وبعد عام في كانون الثاني سنة 1879 أًجريت الترتيبات والإستعدادات اللازمة فتألف المجلس البلدي الأول أثناءها من السادة جرجس سركيس بواري رئيساً

            

جونيه… أسطورة وحكاية

تختال أشعة الشمس متباهية وتتمايل بأهدابها ما بين جبلها وساحلها وأسواقها القديمة حاملة في أنسجتها روائح طيبة من ذاك الزمان القديم … وتتراقص وهي تلفح رمالها الذهبية لتنسج مع كل موجة في مدّها وجزرها أنغاماً تعود بك الى تاريخ تختزن منه الذاكرة ليال حالمة …والقمر وإن حكى لقال : ” هي المدى حيث يؤنس لي فيه أجمل اللوحات الأرجوانية … هي المدينة التي تحاكيني في عزّ الليل وتسامرني مع الحانها الشرقية …هي منّي وأنا إليها أشتاق ومع طلوع ساعات الفجر أتلهف لأكمل دورتي في المدى الفسيح لكي أعود للقائها من جديد …

” ساحلية الهوى ” هي  Ùˆ”جارة الأمواج ” هي… إنها جونيه … هذه المدينة التي تخطف القلوب …هذه العروس الحالمة المتربعة على أجمل شواطئ المتوسط، هذه الفاتنة التي تتكئ بأطرافها ما بين جبل شاهق وبين بحر مرصّع .

إنها جونيه محروسة بقدرة سيّد ذلك الجبل ،من فوق، جبل حريصا ØŒ فتنظر ملكة السماء من حين إلى آخر لتطمئن على هذه الفاتنة وتردّ عنها نوايا الشرّ. هذه المدينة التي أنعم الله عليها بكثير من خيراته ولم يبخل عليها بإغداقها أجمل صوره فأحاطها بالماء وبالبرّ ØŒ وعلى أطرافها حيث تقع صخرة الشير العظيمة الشبيهة بصخرة  ” موناكو”  مزار الباطية الفينيقي السامي حيث أسطورة الحبّ الأولى بين إله العشق أدونيس وآلهة الخصوبة عشتروت وعلى بضع أمتار منها مرفأ جونيه الذي شهد أيام عزّ  التجارة اللبنانية. وفي أعلى هذا الشير قلعة أثرية تقوم على بيت عائلة آل خضرا الذين كانوا من تراجمة قناصل فرنسا في العهد العثماني ØŒ ومن أبرز تجار الحرير في المنطقة ومن رواد النهضة العربية.